Thursday, November 13, 2008

رحيل


رحيل






قبيل عودته للبيت بعد إنتهاء عمله إستدرجته رغبة كبيرة للذهاب إلى محل جاره المصور

الفوتوغرافي .. الذي يبعد شارعين من بيته .. يدخل إالى المصور يلقي عليه السلام بحراره

شديدة .. و كأنه ليس بجاره الذي يراه في اليوم أكثر من مرة .. يطلب من مصوره أن تكون

خلفية صورته بيضاء لتناسب قميصه السماوي اللون .. يصطنع إبتسامته اللحظية و يتخذ

وضعيته المناسبة لإلتقاط الصورة .. و يطلب من مصوره أن يأخذ صورته بعد صلاة العشاء

برواز صغير ...

يذهب إلى بيته ليجد زوجته و أولاده ينتظرونه على وجبة الغداء يستأذنهم في إنتظاره عشر

دقائق أخرى ليكون مستعدا للجلوس معهم .. و بعد الإنتهاء يطلب من زوجته و أولاده الجلوس

معه حتى يحين موعد صلاة المغرب .. يعلو صوت الآذان يذهب مسرعا لإرتداء جلبابه الأبيض

اللون .. ممسكا بيده ورقه بيضاء صغيرة بها بعض الكلمات .. تلمحها زوجته و لكنها لا تعطي

لها إهتماما ... يذهب للصلاة و يمكث في المسجد من صلاة المغرب حتى صلاة العشاء

مستغرقا في تلاوة القرآن .. يذهب بعد إنتهاءه من صلاة العشاء ليحضر صورته ..

يرجع إلى بيته و أول ما يفعله يدخل حجرة نومه ليعلق صورته على الجدار .. وسط إندهاش

زوجته و أولاده .. فلم يكن يحب يوما الصور الفوتوغرافية .. إنها الآن الساعة العاشرة مساءا

ميعاد نومه .. يخلد إلى النوم و تتعجب زوجته لعدم طلبه منها كى ملابس عمله لليوم التالي

يرن جرس المنبه إنها الساعة الخامسة صباحا ميعاد إستيقاظه من نومه لأداء صلاة الفجر

.. توقظه زوجته فلا يستجيب لندائها .. كررت النداء .. و لكن لا من ملبي ... أدمعت عيناها ..

و أدركت أنه الفراق الأخير ... تلمح يده على صدره ممسكة بنفس الورقة البيضاء مكتوب

عليها "" إجعل كل يوم هو الأخير لك في التقرب إلى الله "" و كأنها وصيته الأخيرة .. لمعت

في عيناها إنعكاس صورته المعلقة على الجدار .. نظرت إلى صورته و أدركت وقتها عدم حبه

دوما للصور الفوتوغرافيه .. فإنها كانت تعني له الفراق .. وتنبهت إلى أنها كانت

إبتسامته الاخيرة

. .

إبتسامته الأخيرة

. .

إبتسامته الأخيرة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


بقلم : محمود فرج

2 comments:

نبض الروح said...

فعلا جميلة جدا لكنها محزنة , أخاف كثيرا من الموت أشعر أني لم أستعد للقاء ربي ,احاول تجديد توبتي كل يوم لكني أيضا اشعر بالخوف أكثر امممممممم لانعلم متى ولا أين ولاكيف سنموت ومع ذا نقدم لدنيانا أكثر من آخرتنا

Mahmoud farag said...

نبض الروح
ــــــــــ

شكرا لمتابعتك لمواضيعي

و كرري دائما

اللهم حبب الينا الايمان و زينه في قلوبنا و كره إلينا الكفر و الفسوق و العصيان
و إجعلنا من الراشدين

آمين يارب